فصل: الشاهد السادس والعشرون:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)



.تغلب علي بن دبيس على الحلة وملكه إياها من أخيه محمد.

ثم خرج على السلطان مسعود سنة ست وأربعين وخمسمائة بوزابة صاحب فارس وخوزستان وبايع للسلطان محمد ابن السلطان محمود وسار معهم عباس صاحب الري وملكوا كثيرا من البلاد فسار السلطان مسعود إليهم من بغداد واستخلف بها الأمير مهلهل ابن أبي العسكر ونظر الخادم وأشار مهلهل على السلطان مسعود عند رحيله من بغداد أن يحبس علي بن دبيس بقلعة تكريت ونمي إليه الخبر فهرب في نفر قليل ومضى إلى بني أسد فجمعهم فسار إلى الحلة فبرز إليه محمد أخوه فهزمه علي وملك الحلة واستهان السلطان أمره أولا فاستفحل وضم إليه جمعا من غلمانه وغلمان أبيه وأهل بيته وعساكرهم وكثر جمعهم فسار إليه مهلهل فيمن معه في بغداد من العسكر وضربوا عليه مصافا وكسرهم وعادوا منهزمين إلى بغداد وكان أهلها يتعصبون لعلي بن دبيس فكانوا يعيطون إذا ركب مهلهل أو بعض أصحابه يا علي كله فكثر ذلك منهم بحيث امتنع مهلهل من الركوب ويد علي فوق كل يد في أوضاع الأمراء بالحلة وتصرف فيها وصار شحنة بغداد ومن فيها على وجل منه ووضع الخليفة الحامية على الأسوار وأرسل إلى علي يحضه على الاستقامة فأجاب بالآمال والطاعة فسكن الناس.

.أخذ السلطان الحلة من يد علي وعوده إليها.

كان علي بن دبيس كثير العسف بالرعية والظلم لهم وارتفعت شكوى الرعية به إلى السلطان مسعود سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة فأشكاهم وأقطع الحلة سلاركرد فسار إليها من همذان وجمع عسكرا من بغداد وقصد الحلة واحتاط على أهل علي وأقام بالحلة في مماليكه وأصحابه ورجعت عنه العساكر ولحق علي بن دبيس بالتقشكنجر وكان في أقطاعه باللحف متجنيا على السلطان مسعود فاستنجده علي فأنجده وسار معه إلى واسط وسار معهما الطرنطاي صاحب واسط فانتزعوا الحلة من سلاركرد ورجع إلى بغداد آخر اثنتين وأربعين واستولى علي على الحلة.

.نكبة علي بن دبيس.

ثم انتقض على السلطان مسعود سنة أربع وأربعين وخمسمائة جماعة من الأمراء منهم التقشكنجر والطرنطاي وعلي بن دبيس وبايعوا ملك شاه ابن السلطان محمود وساروا به إلى العراق وراسلوا المقتني في الخطبة له فامتنع وجمع العساكر وحصن بغداد وأرسل إلى السلطان مسعود بالخبر فشغل عنهم بلقاء عمه السلطان سنجر كان سار إليه بالري ولما علم التقشكنجر بذلك نهب النهروان وقبض على علي بن دبيس وهرب الطرنطاي إلى النعمانية ثم وصل السلطان مسعود إلى بغداد فرحل التقشكنجر من النهروان وأطلق علي بن دبيس فسار إلى السلطان مسعود فلقيه ببغداد واستعطفه فرضي عنه.

.وفاة علي بن دبيس وانقراض بني مزيد.

ثم توفي علي بن دبيس صاحب الحلة عليلا بسعدأباد واتهم طبيبه محمد بن صالح بالادهان فيه فمات بعده بقليل ثم مات السلطان مسعود آخر ملوك السلجوقية الأعاظم وبويع ملك شاه ابن أخيه محمود بعهده واستبد المقتفي على ملوك السلجوقية بعده وبعث السلطان ملك شاه سلاركرد إلى الحلة فملكها ولحق به مسعود بلاك شحنة بغداد وهرب معها عند موت السلطان مسعود وأظهر لسلاركرد الوفاق ثم قبض عليه وغرقه واستبد بالحلة وبعث المقتفي إليه العساكر مع الوزير عون الدين بن هبيرة فبرز مسعود بلاك للقائهم فانهزم وعاد إلى الحلة فمنعه أهلها من الدخول فسار إلى تكريت وملك ابن هبيرة الحلة وبعث العساكر إلى الكوفة وواسط فملكوها ثم جاءت عساكر السلطان ملك شاه إلى واسط وخرجت منها عساكر المقتفي إلى واسط فملكها ثم إلى الحلة كذلك ثم عاد إلى بغداد آخر ذي القعدة سنة سبع وأربعين وخمسمائة ثم قبض الأمراء على ملك شاه سنة ثمان وأربعين وخمسمائة وبايعوا لأخيه محمد وطلب الخطبة من المقتفي فمنع منها فسار السلطان محمد بن محمود إلى العراق سنة إحدى وخمسين وخمسمائة واضطرب الناس ببغداد واهتم المقتفي بالاحتشاد وجاءته عساكر واسط وبعث السلطان مهلهل بن أبي العسكر إلى الحلة فملكها وحاصر السلطان محمد بغداد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة وامتنعت عليه فرجع وتوفي المقتفي سنة خمس وخمسين وخمسمائة وبويع ابنه المستنجد واستبد بأمره كما كان أبوه ومنع خطبة السلجوقية من بغداد وكان في نفسه شيء من بني أسد لاجلابهم على بغداد مع مهلهل بن أبي العسكر أيام حصار السلطان محمد لها فأمر بردن بن قاج بقتالهم وإجلائهم وكانوا منتشرين في البطائح ولا يقدر عليهم وجمع عساكره وبعث عن ابن معروف مقدم المنتفق من أرض البصرة فجاءه في جمع كبير وحاصرهم حتى انحسر الماء عنهم وأبطأ أمرهم على المستنجد فبعث إلى بردن يعاتبه وينسبه إلى موافقتهم في التشيع فجهد هو وابن معروف في قتالهم وسد مسالكهم في الماء واستسلموا فقتل منهم أربعة آلاف ونودي عليهم بالجلاء من الحلة فافترقوا في البلاد ولم يبق منهم بالعراق من يعرف وسلمت بطائحهم وبلادهم إلى ابن معروف والمنتفق وانقرضت دوله بني مزيد والبقاء لله.